البيان الختامي لمؤتمر رواد بيت المقدس الرابع عشر تحت شعار: “الانتصار لغزة مسؤولية الأمة”

الحمد لله ناصر المستضعفين، وقاهر المعتدين، والصلاة والسلام على سيد المجاهدين محمدٍ بن عبد الله، وعلى آله وصحبه أجمعين.
بتنظيم من الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين، وبالشراكة مع عدد من المؤسسات والهيئات العاملة للقضية الفلسطينية، وفي مقدمتها جمعية البركة للعمل الإنساني، الائتلاف العراقي لنصرة الأقصى، حركة الإنسان والمدنيات، والمنتدى الفلسطيني للاتصال والعلاقات، وبمشاركة أكثر من 900 شخصية من رواد العمل للقدس وفلسطين، ممثلين لما يزيد عن خمسين دولة من مختلف قارات العالم، انعقدت الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر رواد بيت المقدس في مدينة إسطنبول، في الفترة من 25 إلى 27 أبريل 2025م، تحت شعار: “الانتصار لغزة مسؤولية الأمة”.
وقد جاءت هذه اللقاءات المباركة تعزيزاً لصمود الشعب الفلسطيني، واستنهاضاً لهمم الأمة أفراداً ومؤسسات، وترسيخاً لقناعتنا بأن معركة تحرير القدس هي معركة الأمة كلها، وأن دعم غزة واجب شرعي وإنساني لا يقبل المساومة ولا التراجع.
وقد انعقد المؤتمر الرابع عشر للرواد بيت المقدس في ظل استمرار حرب الإبادة الصهيونية على أهلنا في قطاع غزة وفي سياق محاولات تهجير أهل قطاع غزة والضفة الغربية وتهويد مدينة القدس، وفي ضوء استمرار سياسة الانحياز والداعم الفاضح بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية للكيان الصهيوني الغاصب. وتواطؤ بعض الأنظمة العربية والإسلامية وخذلان من شعوب الأمة.
وقد رافق المؤتمر انعقاد مؤتمر الداعيات والعالمات لنصرة القدس وفلسطين يومي 23 و24 أبريل، والمؤتمر النقابي العالمي الخامس للتضامن مع القدس وفلسطين وشبكات العمل التخصصي (القانوني – مقاومة التطبيع – حملة المقاطعة العالمية)، والذي انعقد يوم 25/أبريل/2025.
كما عقدت الهيئة المركزية للائتلاف اجتماعها الدوري، والذي تضمن العديد من النقاط الإدارية والفنية المتعلقة بأعمال الائتلاف المركزي وفي الأقطار، وقد انتهى الاجتماع إلى تشكيل مجلس رئاسة الائتلاف، وهيئة الرئاسة، كما تم تزكية الشيخ الدكتور أحمد الابراهيمي رئيساً للائتلاف للدورة القادمة، وتجديد العهدة للمهندس منير سعيد أميناً عاماً للائتلاف لدورة جديدة، مع تكريم فضيلة الشيخ الدكتور همام سعيد لجهوده الكبيرة في رئاسة الائتلاف لدورتين متتاليتين.
وانتهى المؤتمرون بعد العديد من الجلسات والورشات والندوات واللقاءات إلى التوصيات التالية:
- التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها القضية الجامعة للأمة الإسلامية والعربية وأحرار العالم، و بوصلة الصراع العالمي بين الحق والباطل.
- دعم وحدة الشعب الفلسطيني، ودعم كل أشكال المقاومة المشروعة باعتبارها حقاً أصيلاً تكفله الشرائع السماوية والقوانين الدولية، والوقوف مع خيار المقاومة حتى تحقيق التحرير الكامل، ورفض كل مشاريع التصفية والتهجير، والتمسك بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم.
- التشديد على أن الانتصار لغزة واجب شرعي وأخلاقي وإنساني، ونصرتها مسؤولية جماعية لا يجوز لأحد التخلف عنها، وأن تقاعس الأمة عن أداء هذا الواجب جريمة بحق حاضرها ومستقبلها.
- دعم الضفة الغربية والقدس في مواجهة مخطط الإبادة الصامتة ومحاولات تهويد الأقصى والتصدي للخطة الصهيونية الدينية في تغير معالم المدينة القديمة، وكل أشكال الاستيطان والاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك.
- التحذير من خطورة الصمت أو التقاعس والخذلان أمام المجازر والانتهاكات الصهيونية، والدعوة إلى وقفة جماعية فاعلة تتحمل فيها الأمة مسؤولياتها كاملة أمام الله والتاريخ.
- دعوة جميع مكونات الأمة إلى تسخير كل أدوات الدعم المالي والإعلامي والسياسي والإغاثي لغزة، من خلال إطلاق حزمة من المشاريع والمبادرات الخيرية كالآبار والمأوى والإغاثة
- رفض جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني واعتبارها خيانة للأمة وتفريطاً بحقوقها وثوابتها الوطنية والدينية.
- التأكيد على دور المرأة في تقديم المشاريع والمبادرات التي من شأنها تعزيز دورة المرأة في نصرة القضية، وتثمين المشاريع التي خرج بها ملتقى الداعيات والعالمات لنصرة القدس وفلسطين.
- التحرك القانوني لمحاسبة الاحتلال الصهيوني عبر المحاكم الوطنية والدولية، والدفع نحو تشريع قوانين محلية تجرم التعامل مع الشركات الإسرائيلية أو الداعمة للاحتلال.
- تعزيز المقاطعة الاقتصادية عبر تأسيس هيئة وطنية في كل بلد، وتوحيد الجهود الشعبية والنقابية.
- التأكيد على دور العلماء والدعاة والمفكرين والإعلاميين في نشر ثقافة النصرة والمقاومة، وتحفيز الشعوب على العمل لفلسطين قولاً وفعلاً.
- تعزيز العمل الإعلامي المساند للقضية الفلسطينية عبر بناء شبكة علاقات مع المؤثرين العالميين، ودعم المبادرات الإعلامية كالتوأمة الإعلامية بين الداخل الفلسطيني والخارج، وإطلاق المبادرة القانونية للدفاع عن حقوق الصحفيين الأسرى، وميثاق الشرف الإعلامي.
- تعزيز الدور الشبابي عبر إطلاق المبادرات الشبابية المنوعة، في مختلف القطاعات كالطلاب، والكشافة، والرياضيين، وعموم الشباب والشابات، وقد شهد المؤتمر إطلاق العديد من المبادرات الشبابية لدعم القضية الفلسطينية.
- الدعوة للعمل المشترك في كل قطر عبر تأسيس تحالفات وطنية لنصرة القضية الفلسطينية ومقاومة المشروع الصهيوني.
وفي الختام، يرفع المشاركون في المؤتمر تحية إجلال وإكبار إلى الشعب الفلسطيني الصامد في غزة والضفة والقدس، وإلى المقاومة البطلة التي سطرت بدمائها الزكية ملاحم النصر والعزة، مؤكدين أن طريق التحرير يمر عبر الصبر والثبات والبذل.
وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ
صادر عن مؤتمر رواد بيت المقدس الرابع عشر
إسطنبول – تركيا 27 أبريل 2025م